فصل: فصل: في الزلازل والآيات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المدهش في المحاضرات (نسخة منقحة)



.فصل:

وقد سلم على المتوكل بالخلافة ثمانية، كلهم ابن خليفة: المنتصر ابنه، ومحمد ابن الواثق، وأحمد بن المعتصم، وموسى بن المأمون، وعبد الله بن الأمير، وأبو أحمد بن الرشيد، وأبو العباس بن الهادي، والمنصور بن المهدي.

.فصل:

وقد ولي الخلافة: أخوان، وثلاثة، وأربعة، فأما الأخوان: فالسفاح والمنصور، والهادي والرشيد، والواثق والمتوكل ابنا المعتصم، والمسترشد والمقتفي، وأما الثلاثة: فالأمين والمأمون والمعتصم بنو الرشيد، والمكتفي والمقتدر والقاهر بنو المعتضد، والراضي والمتقي والمطيع بنو المقتدر، وأما الأربعة فلم يكونوا إلا بني عبد الملك.

.فصل: من العجائب المتعلقة بالنساء:

من ذلك أن امرأة شهد لها بدرًا سبعة بنين مسلمين وهي: عفراء بنت عبيد، تزوجها الحارث بن رفاعة، فولدت له معاذًا ومعوذًا، ثم تزوجها بكير فولدت له إياسًا وخالدًا، وعاقلًا، وعامرًا، ثم رجعت إلى الحارث فولدت له عوفًا، فشهدوا كلهم بدرًا، ويخرج من هذا جواب المسائل هل تعرفون أربعة أخوة لأب وأم شهدوا بدرًا مسلمين؟.
ومن هذا الجنس، امرأة كان لها أربعة أخوة وعمَّان شهدوا بدرًا، فأخوان وعم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوان وعم مع المشركين، وهي هند بنت عتبة بن ربيعة، فالأخوان المسلمان: أبو حذيفة بن عتبة ومصعب بن عمير، والعم المسلم: معمر بن الحارث، والأخوان المشركان: الوليد بن عتبة وأبو عزيز، والعم المشرك: شيبة بن ربيعة.
ومن العجائب: أن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان له أربع بنات: عبدة، وعائشة، وأم سعيد، ورقية، تزوجهن أربعة من الخلفاء: تزوج عبدة الوليد بن عبد الملك، وعائشة سليمان، وأم سعيد يزيد بن عبد الملك، ورقية هشام.
وكان لهذا الرجل- أعني عبد الله بن عمرو- ولد اسمه محمد- كان يقال له الديباج لحسنه- وكان لمحمد بنت اسمها حفصة لا يعرف امرأة ولدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير والحسين وابن عمر سواها، أما ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فإن أم أبيها فاطمة بنت الحسين بن علي، وأم الحسين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن طريق الحسين بن علي ولادته لها وولادة علي لها، وأما ولادة أبي بكر لها، فإن أمها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير، وأم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق، ومن طريق عروة ولدها الزبير، وأما ولادة عمر لها، فإن أم جدها عبد الله زينب بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب، فمن هذه الطريق ولادة عمر لها، وأما ولادة عثمان لها، فمن طريق أبيها، وأما ولادة طلحة، فإن جدتها من قبل أبيها هي أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.
ومن العجائب: امرأة ولدت خليفتين، وهن ثلاث: الأولى: ولادة بنت العباس العبسية، تزوجها عبد الملك بن مروان، فولدت له: الوليد وسليمان فوليا الخلافة، والثانية: شاهفرند بنت فيروز بن يزدجرد، تزوجها الوليد بن عبد الملك، فولدت له: يزيد وإبراهيم فوليا الخلافة، والثالثة: الخيزران: ولدت للمهدي الهادي والرشيد.

.فصل: في الجدوب وعموم الموت:

أجدبت الأرض في سنة ثماني عشرة فكانت الريح تسفي ترابًا كالرماد، فسمي عام الرمادة، وجعلت الوحوش تأوي إلى الأنس، فآلى عمر ألا يذوق سمنًا ولا لبنًا ولا لحمًا حتى يحيى الناس واستسقى بالعباس فسقوا، وفيها كان طاعون عمواس، مات فيه أبو عبيدة، ومعاذ، وأنس.
وفي سنة أربع وستين وقع طاعون بالبصرة وماتت أم أميرهم فما وجدوا من يحملها.
وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة مات أول يوم في الطاعون سبعون ألفًا، وفي الثاني نيف وسبعون ألفًا، وفي اليوم الثالث خمد الناس.
وفي سنة تسع عشرة وثلاث مائة كثر الموت، وكان يدفن في القبر الواحد جماعة.
وفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة ذبح الأطفال، وأكلت الجيف، وبيع العقار برغيفان، واشتري لمعز الدولة كر دقيق بعشرين ألف درهم.
وفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عمت الأمراض البلاد، فكان يموت أهل الدار كلهم.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة أصاب أهل البصرة حر، فكانوا يتساقطون موتى في الطرقات.
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة عم القحط، فأكلت الميتة، وبلغ المكوك من بزر البقلة سبع دنانير، والسفرجلة والرمانة دينارًا، والخيارة واللينوفرة دينارًا، وورد الخبر من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارًا فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والثاني على رأس الدرجة، والثالث على الثياب المكورة.
وفي السنة التي تليها وقع وباء، فكان تحفر زبية لعشرين وثلاثين فيلقون فيها، وتاب الناس كلهم وأراقوا الخمور، ولزموا المساجد.
وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة وقع الوباء، وبلغ الرطل من التمر الهندي أربعة دنانير.
وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة اشتد الجوع والوباء بمصر، حتى أكل الناس بعضهم بعضًا، وبيع اللوز والسكر بوزن الدراهم، والبيضة بعشرة قراريط، وخرج وزير صاحب مصر إليه فنزل عن بغلته، فأخذها ثلاثة فأكلوها، فصلبوا، فأصبح الناس لا يرون إلا عظامهم تحت خشبهم وقد أكلوا.
وفي سنة أربع وستين وأربعمائة وقع الموت في الدواب حتى إن راعيًا قام إلى الغنم وقت الصباح ليسوقها فوجدها كلها موتى.

.فصل: في الزلازل والآيات:

زلزلت الأرض على عهد عمر في سنة عشرين، ودامت الزلازل في سنة أربع وتسعين: أربعين يومًا، وقعت الأبنية الشاهقة، وتهدمت أنطاكية.
وفي سنة أربع وعشرين ومائتين زلزلت فرغانة فمات فيها خمسة عشر ألفًا.
وفي السنة التي تليها رجفت الأهواز، وتصدعت الجبال، وهرب أهل البلد إلى البحر والسفن ودامت ستة عشر يومًا.
وفي السنة التي تليها مطر أهل تيما مطرًا وبردًا كالبيض، فقتل بها ثلاثمائة وسبعين إنسانًا، وسمع في ذلك صوت يقول: ارحم عبادك، اعف عن عبادك، ونظروا إلى أثر قدم طولها ذراع بلا أصابع، وعرضها شبر، ومن الخطوة إلى الخطوة خمسة أذرع أو ست، فاتبعوا الصوت فجعلوا يسمعون صوتًا ولا يرون شخصًا.
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين رجفت دمشق رجفة حتى انقضت منها البيوت وسقطت على من فيها، فمات خلق كثير، وانكفأت قرية في الغوطة على أهلها، فلم ينج منهم إلا رجل واحد، وزلزلت أنطاكية فمات منها عشرون ألفًا.
وفي السنة التي تليها هبت ريح شديدة لم يعهد مثلها فاتصلت نيفًا وخمسين يومًا، وشملت بغداد والبصرة والكوفة وواسط وعبادان والأهواز، ثم ذهبت إلى همدان، فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى الموصل، فمنعت الناس من السعي، فتعطلت الأسواق، وزلزلت هراة فوقعت الدور.
وفي سنة ثمان وثلاثين وجه طاهر بن عبد الله إلى المتوكل حجرًا سقط بناحية طبرستان، وزنه ثمانمائة وأربعون درهمًا، أبيض، فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدة أربع فراسخ في مثلها، وأنه ساخ في الأرض خمسة أذرع.
وفي سنة أربعين ومائتين خرجت ريح من بلاد الترك، فمرت بمرو فقتلت خلقًا كثيرًا بالزكام، ثم صارت إلى نيسابور، وإلى الري، ثم إلى همذان وحلوان، ثم إلى العراق، فأصاب أهل بغداد وسر من رأى حمى وسعال وزكام، وجاءت كتب من المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان خسف بها، فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلًا سود الوجوه فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا أنتم مسخوط عليكم فبنى لهم العامل حظيرة خارج المدينة فنزلوها.
وفي سنة إحدى وأربعين ماجت النجوم في السماء، وجعلت تتطاير شرقًا وغربًا كالجراد، من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثل هذا إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي السنة التي تليها رجمت قرية يقال لها السويدا ناحية مصر بخمسة أحجار، فوقع حجر منها على خيمة أعرابي فاحترقت، ووزن منها حجر فكان فيه عشرة أرطال، وزلزلت الري وجرجان وطبرستان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان كلها في وقت واحد، وزلزلت الدامغان فهلك من أهلها خمسة وعشرون ألفًا، وتقطعت جبال، ودنا بعضها من بعض، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية، فهلك من أهلها، وسار جبل باليمن، عليه مزارع، حتى أتى مزارع قوم آخرين، ووقع طائر أبيض دون الرخمة وفوق الغراب على دلبة بحلب، لسبع مضين من رمضان فصاح: يا معشر الناس، اتقوا الله، الله، الله، حتى صاح أربعين صوتًا ثم طار، وجاء من الغد فصاح أربعين صوتًا ثم طار، فكتب صاحب البريد بذلك، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه، ومات رجل في بعض كور الأهواز فسقط طائر أبيض على جنازته، فصاح بالفارسية والخورية: إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهده.
وفي سنة خمس وأربعين ومائتين زلزلت أنطاكية، فسقط منها ألف وخمسمائة دار، ووقع من سورها نيف وتسعون برجًا، وسمع أهلها أصواتًا هائلة، من كوى المنازل، وسمع أهل تنيس صيحة هائلة، دامت فمات منها خلق كثير، وذهبت جيلة بأهلها.
وفي سنة خمسين وثلاثين ومائتين مطرت قرية حجارة بيضاء وسوداء.
وفي سنة ثمان وثمانين زلزلت دنبل في الليل، فأصبحوا، ولم يبق من المدينة إلا اليسير، فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت.
وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة عدل الحاج عن الجادة خوفًا من العرب، فرأوا في البرية، صور الناس من حجارة، ورأوا امرأة قائمة على تنور وهي من حجارة، والخبز الذي في التنور من حجارة.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة هبت ريح بفم الصلح، شبت بالتنين، خرقت دجلة، حتى ذكر أنها باتت أرضها، وهلكت خلقًا كثيرًا، واحتملت زورقًا منحدرًا، وفيه دواب، فطرحته في أرض جوخى.
وفي سنة عشرين وأربعمائة جاء برد هائل، ووقعت بردة، حزرت بمائة وخمسين رطلًا، فكانت كالثور النائم.
وفي سنة أربع وثلاثين زلزلت تبريز، فهدم سورها وقلعتها، وهلك تحت الهدم خمسون ألفًا.
وفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة كانت بأذربيجان زلازل، انقطعت منها الحيطان، فحكى من يعتمد على قوله، إنه كان قاعدًا في إيوان، فانفرج حتى رأى السماء من وسطه ثم عاد.
وفي سنة ستين وأربعمائة كانت زلزلة بفلسطين هلك فيها خمسة عشر ألفًا، وانشقت صخرة بيت المقدس، ثم عادت فالتأمت، وغاب الحر مسيرة يوم، فساخ في الأرض، فدخل الناس يلتقطون، فرجع عليهم فأهلك خلقًا كثيرًا منهم.
وفي سنة اثنتين وستين خسف بأيلة.
وفي سنة ست وخمسمائة سمع ببغداد صوت هدة عظيمة في أقطار بغداد في الجانبين، قال شيخنا أبو بكر ابن عبد الباقي أنا سمعتها، فظننت حائطًا قد وقع، ولم يعلم ما ذاك، ولم يكن في السماء غيم فيقال رعد.
وفي سنة سبع وقعت زلزلة بناحية الشام، فوقع من سور الرها ثلاثة عشر برجًا، وخسف بسميساط وقلب بنصف القلعة.
وفي سنة إحدى عشرة زلزلت الأرض ببغداد يوم عرفة، فكانت الحيطان تمر وتجيء.
وفي سنة خمس عشرة وقع الثلج ببغداد، فامتلأت منه الشوارع والدروب، ولم يسمع قبله بمثله.
وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة كانت زلزلة بجنزة أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفًا فأهلكتهم، وكانت في مقدار عشرة فراسخ في مثلها.
وفي السنة التي تليها خسف بجنزة وصار مكان البلد ماء أسود، وقدم التجار من أهلها فلزموا المقابر يبكون على أهليهم، وزلزلت حلوان فتقطع الجبل، وهلك خلق كثير.
وفي سنة اثنين وخمسين وخمسمائة كانت زلازل بالشام في ثلاثة عشر بلدًا من بلاد الإسلام، فمنها ما هلك كله، ومنها ما هلك بعضه.